منتدي جامعة الخرطوم

src='http://news.maktoob.com/user-newsticker?ids=6,7,9,10,11,12,13,' scrolling='no

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي جامعة الخرطوم

src='http://news.maktoob.com/user-newsticker?ids=6,7,9,10,11,12,13,' scrolling='no

منتدي جامعة الخرطوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي جامعة الخرطوم

منتدي طلاب وخريجي جامعة الخرطوم


    النقيضان

    عبده
    عبده


    المساهمات : 23
    تاريخ التسجيل : 29/05/2009

    النقيضان Empty النقيضان

    مُساهمة  عبده الجمعة يونيو 12, 2009 11:53 am

    (كتب صلاح الدين عووضة )
    ميسرة (أبقادوس) كان من أقبح صبيان القرية خِلقَةً وأحسنهم خُلقاً..
    والزلال بت الشيخ كانت من أجمل نساء القرية مظهراً وأسوأهن مخبراً..
    والعلاقة بين النقيضين هذين كانت مما يتسامر به رجال القرية، ونساؤها، وصبيانها..
    فقد كانت علاقة غريبة لم يجد لها الناس تفسيراً إلى يوم الحادث..
    أو ربما يصح أن نقول: إلا يوم الحادث..
    ومبتدأ العلاقة هذه ومنتهاها كان حيث يجتمع صبية القرية للعب الكرة..
    فقد كان ميدان اللعب مجاوراً لبيت الزلال..
    وكان ميسرة مداوماً على اللعب في خانة واحدة لا يجيد سواها هي خانة حارس مرمى..
    ومما عدّ من حسن خلق (أبقادوس) كان تركه لخانته فور رفع الآذان للحاق بالصلاة..

    ما كان يهمه أن تكون هنالك هجمة مضادة على مشارف حدود عرينه، أو حتى تصويبة موجهة بدقة نحو مرماه.. ومن حين لآخر كانت الكرة تستقر داخل بيت الزلال بفعلة ركلة (شتراء) من قدم مهداوي (الأطرش)، أو قدم بابكر (لُبط).. ولحظتذاك كان الرعب يفعل في (أنفاس) الصبية ما لا يفعله جريهم وراء الكرة.. فشراسة الزلال وحدها لا يقدر عليها أحد دعك من شراسة كلابها.. شراسة لا تتناسب مع ما أُوتيت من حسن وجمال وغنج.. ورغم علم الصبية بما سينتهي عليه الأمر، إلا أنّهم كانوا عاجزين عن التعّود على مسببات الرعب.. بل إنّ منهم من كان يستبطن لذة غامضة بهذا الرعب إدخاراً للحظات خلوة قادمات.. فالكرة إمّا أن تُقذف نحوهم من داخل بيت الزلال بعد طول انتظار يبدو متعمداً.. وإمّا أن يحدث الذي يحدث (أحياناً) مما يرفد مجال سمر القرية بما يشبه فعل التوابل في الطعام.. أي أن تشترط الزلال دخول أبقادوس إلى داخل الدار لأخذ الكرة.. فقط أبقادوس ولا أحد آخر سواه.. وأبقادوس- كعادته- يقسم بألا يلج داراً ليس فيها سوى إمراة و(صبيانها).. فزوج الزلال هاجر (غرباً) منذ سنوات عدة ولا يأتي للقرية إلا لماماً.. كما أنّ الزلال كانت (محروم) من الخِلفة.. وبعد طول انتظار كانت الزلال تطلق سراح الكرة وهي تزمجر بصوت عالٍ: "هو فاكر نفسه شنو الشين القبيح الما بشبه الرجال؟!).. ورغم أن أبقادوس كان بالفعل قبيحاً ودميماً إلا أنّ كثيراً من رجال القرية يتمنون لو كانوا هم الذين يشبهونه من حيث البسطة في الجسم.. وفي يوم (الحادث) أصرّت الزلال- رأسها وألف سيف- ألا تخرج الكرة من دارها إن لم يأت ميسرة أبقادوس لأخذها.. واليوم ذاك كان يوم المواجهة الدورية الشهيرة بين فريقي حلة بحري وحلة قبلي.. ودُفع أبقادوس دفعاً إلى داخل بيت الزلال.. وخرجت الكرة من فوق سور البيت ولم يخرج أبقادوس.. وحين مضى من الزمن ما يعادل نصف (الشوط) واصل الصبية لعبهم بعد أن تمّ اختيار حارس بديل لميسرة.. وانشغل اللاعبون- مع مرور الوقت- بالكرة أكثر من انشغالهم بما (يحدث) لأبقادوس بالداخل.. وحين خرج أبقادوس- أخيراً- انطلق كما السهم صوب (التحتانية).. واتخذ سبيله في البحر عجباً.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 1:11 am